الخميس، 22 مايو 2014

قديس الأنبا باخوميوس الكبير
(الأنبا باخوم أب الشركة)

St-Takla.org Image: Ancient Coptic icon of St. Pachom (Saint Bakhomious Ab El Shareka) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة - أنبا باخوم

← اللغة القبطية: peniwt abba Pa'wm va ;koinwni`a.

إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشدًا لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديرًا يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها.

نشأته:

وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292 م.، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عنالعبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها.
أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: "أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!"، فحزن الوالدان جدًا.
في صبوته إذ حمل طعامًا للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: "لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟" وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعًا إلى بيته.

قبوله المسيحية:

تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقًا مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع.

مع الأنبا بلامون:

أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى "بلامون" انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة.

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Pachom, Pachomius, Pachome, Pakhom of Egypt (Saint Bakhomious Ab El Shareka), founder of Christian cenobitic monasticism صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة - أنبا باخوم

تأسيس نظام الشركة:

كان القديس باخوميوس متهللًا بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها.
أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ).
أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318 م. في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهبًا.
جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها.

أهم ملامح هذا النظام:

نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضًا باليونانية الخ... أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام.
1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلًا لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلًا حيًا للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالًا لبث الغيرة بين الرهبان.
2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية.
3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب.
4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمتوحدين.

سمات القديس باخوميوس:

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Pachom, Pachomius, Pachome, Pakhom of Egypt (Saint Bakhomious Ab El Shareka), founder of Christian cenobitic monasticism, painting by Dr. Bedour Latif and Dr. Youssef Nassief صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة - أنبا باخوم، رسم د. بدور لطيف، د. يوسف نصيف

تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي.
عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله.
ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: "افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك". أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى.
مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضًا بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعامًا مطبوخًا، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعامًا مطبوخًا، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهدًا، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحًا لهم ضرورة الطاعة، كاشفًا لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصًا واحدًا يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته.

نياحته:

انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348 م.
يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس.

أثره في العالم:

نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهمالقديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبسًا الكثير من النظام الباخومي.

الأربعاء، 7 مايو 2014

كل سنة وأنتم طيبين النهاردة

عشية عيد 

استشهاد القديس العظيم مارمرقس 

الرسول


الخميس، 1 مايو 2014

عيد استشهاد القديس العظيم مار جرجس الرومانى

يا مارجرجس يا امير الشهداء يا سريع الندهة
فرح قلوب ولادك وبناتك واشفع لنا قدام المسيح
لا تنسانا 

معجزات الشهيد مار جرجس

معجزات جميلة للبطل مارجرجس الرومانى
تقول السيدة س.ن.ا - الجيزة - مصر :

بعد زواجنا بفترة، أستيقظت من النوم، وجدت نفسى مقيدة من يدى ورجلى، ولم
أستطع التحرك، وانسدت شهيتى فانقطعت عن الطعام، وكنت أكلم نفسى . ذهبت إلى
أطباء عديدين دون جدوى، وتوجهت إلى سحرة ودجالين، ولم أتقدم .
ذهبت إلى دير مارجرجس، وأول ما دخلت الكنيسة، شعرت بقوة تهزنى، ورأيت
أن زراعى ينزف دما، والزوار الذين رأو هذا هجموا علىّ فى ذحام شديد،
خلصونى من الناس وأوصلونى إلى
نيافة الأنبا فيلبس الذى رآنى بهذه الصورة، قدمنى إلى السيد اللواء سعد
شربينى محافظ الدقهلية (وقت حدوث المعجزة) الذى كان فى زيارة الدير وقتتئذ
. وشاهد هذه المعجزة أيضاً رجال الأمن وكثيرون من الزوار

† معجزة فى القللى - القاهرة :

أصيبت الآنسة انشراح بيومى الحويجى، وتقطن بالمنزل رقم 6 زقاق الجسر، شارع
الإنبابى بالظاهر، هذه الآنسة أصيبت بالكساح والشلل على أثر إصابتها
بالأرواح النجسة، وتعبت أسرتها مع الأطباء .. وأخيراً، نصحها البعض بأخذها
إلى كنيسة مارجرجس بالقللى . وهناك، تمت المعجزة و شفيت الفتاة تماماً بعد
خروج الأرواح النجسة ، وقد ظهرت صلبان على شكل دم كثير على معظم ملابسها
الداخلية والخارجية .
وبعد نعمة الشفاء، صرّحت الفتاة بأنها ترى كثيراً مارجرجس فى منزلها،
تحف به الأنوار، تفوح منه رائحة البخور

† الشفاء من الروماتيزم :

ذكرت مجلة مرقس فى عددها الصادر فى سبتمبر 1964، بأن مجدى . ق . ت، و
عمره 13 سنة، ويسكن فى 97 (أ) شارع رمسيس بالقاهرة، قد أصيب بروماتيزم فى
القلب، وقد عرضه أبوه على كثير من الأطباء دون جدوى .
وأخيراً، ذهبوا به إلى كنيسة مارجرجس الرومانى بمصر القديمة .. وبعد
الصلاة ظهرت صلبان من الدم، ثم تكررت الصلاة وتكررت قصة الدم على شكل
صلبان، وبشفاعة القديس العظيم تمت معجزة شفاء مجدى من مرضه العضال

† عندما أجتمع سكان القرية :

توجد كنيسة على اسم الشهيد مارجرجس فى ثرية الحراية بمحافظة البحيرة، وهذه
الكنيسة قديمة، يقال أن تاريخها يمتد إلى العصور الأولى للمسيحية .
وفى مساء السبت 8 يونية سنة 1963، وبينما يؤدى المصلون صلاة عشية،
إذا بهم يرون الشهيد مارجرجس يقف أمامهم بملابس نورانية، وظل فى مكانه نحو
ثلاث ساعات . وقد أجتمع سكان القرية من مسلمين وأقباط يهتفون
ويهللون أمام هذه المعجزة الخارقة .. وقد تكررت قصة ظهور مارجرجس فى هذه
الكنيسة فى صباح الأحد 9 يونية 1963ـ فتكرر الهتاف .. وقد صاحب الظهور
معجزات شفاء كثيرة

† ليست خرافات أو أباطيل :

دخل أحد الأثرياء كنيسة مارجرجس بكفر أيوب عوض مركز منيا القمح - مصر
، فوجد بعض المرضى المعذبين بأرواح نجسة ينتظرون الشفاء على يد مارجرجس،
فاستهزأ الثرى بهذا المنظر، وعلق عليه قائلاً : هذه خرافات وأباطيل !
وما كاد ينتهى من تعليقه اللاذع هذا حتى شُلت ذراعه تماماً عن
الحركة، وعبثاً حاول أن يحركها أو يدلكها، فبكى الرجل وأعترف بخطيئته أمام
الجميع و أمام القمص جرجس حنين، وطلب نجدة القديس العظيم مارجرجس، وبعد
الصلاة شُفيت يد الرجل، فسجل هذه المعجزة فى سجل الكنيسة وهو يمجد الله .


† القديس مارجرجس و النجدة السريعة

يقول القمص لوقا سيداروس فى كتابه " رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين " :

جاءنى خادم الكنيسة ، و كنت ساعتها فى حجرة المعمودية ، أتمم السر المقدس
لأحد الأطفال ، و قال لى إن سيدة بالباب هى و والدتها تطلب أن تراك ، قلت
له حالما أنتهى من العماد إدخلهما إلى هنا .
دخلت السيدة و والدتها .. مرتعدتين فى خوف و حذر و سلمتا على ، أدركت
للحال أنهما غريبتان عن الكنيسة و ربما كانت هذه أول مرة تتقابلان مع كاهن
، أو لعلهما لم تدخلا كنيسة من قبل .. فرحبت بهما و أذنت لهما بالجلوس ..
و قلت " كيف أستطيع أن أخدمكما ؟ " فلما هدأت الشابة بدأت تقص على قصة
غريبة .. قالت "
نحن كما ترى غير مسيحيين و لكننا من أسرة متدينة محافظة ، و نعيش فى سلام
مع جيراننا و منهم أسرة مسيحية تربطنا بها أواصر محبة .. و قد صحبتنا
السيدة جارتنا المسيحية إلى هنا و أدخلتنا لأننا لا عهد لنا بدخول الكنيسة
.. منذ شبابى المبكر و أنا أحب سانت تريز ، لقد سمعت عنها فى المدرسة و
أطلعت على سيرتها فأحببت فيها الرقة فى المشاعر ، و إحتمال المرض و الشكر
عليه ، و أحسست أن حياتها الهادئة الوادعة هى أفضل حياة ، و لست أدرى كيف
صارت كأنها صديقتى ، أتكلم معها و أحبها و زادت علاقتى بها ، فأحببت كل ما
أحبت فى حياتها و تمنيت لو أحيا على مثالها . و منذ سنوات تقدم لخطبتى شاب
متدين من أسرة معروفة لنا ، و يشغل وظيفة محترمة و يواظب على الفروض
المفروضة علينا فى ديننا ، و هو رجل ملتحى و على خلق طيب محترم من جميع
الناس . و تمت خطبتى إليه ثم إرتبطنا بالزواج ... و من الأمور التى لا
أنساها إنه قبل زفافى بيوم واحد رأيت فى رؤيا بالليل أن سانت تريز تقدم لى
باقة من الورود .. و كم فرحت بها .. لم يكن شىء يفرحنى فى يوم زفافى أكثر
مما فرحت بهذه الهدية و كانها تبارك حياتى " .

قلت لها " شىء جميل .. إن القديسيين و هم فى السماء يحسون بالذين
يرتبطون بهم على الأرض " . ثم أستمرت فى تكملة قصتها قائلة " سارت حياتى
هادئة طبيعية لا يعكر صفوها سوى حلم مزعج أخذ يتكرر على مدار سنة كاملة
بين الحين و الآخر " . قلت لها " و ما هو ؟ " . قالت " كنت أرى و كأن شخصا
غريبا مزعجا جدا و شكله قبيح للغاية ، شرس و كأنه بلا رحمة .. كان يطاردنى
و كأنه يريد أن يعتدى على .. و كنت أفزع منه أيما فزع . و كنت يوم أن أحلم
هذا الحلم المزعج أقوم من نومى منهكة القوى مشتتة الذهن و كأنى مريضة . و
كان زوجى يسألنى عن حالى فكنت أقص له هذا الأمر ، فكان يهون على مرة و مرة
أخرى يسخر منى . و مرة نذهب إلى أحد المشايخ أو أصحاب المعرفة فكان كل
منهم يقول كلاما ً أما واقع الأمر فبقى كما هو .. فإزداد إضطرابى ، حتى
إنى كنت أكره النوم خشية ً ما أعانيه أثناء أحلامى هذه . و بالأمس نمت
حوالى العاشرة و النصف مساءا ً .. و فى نصف الليل تكرر هذا الكابوس المزعج
.. طاردنى الشبح المخيف .. و ياللهول .. لقد لحق بى و طرحنى أرضا ً و وقع
على .. شعرت لحظتها أن ظلمة كثيفة قد غشيتنى ، بل وقعت الظلمة فى داخلى ،
كدت أموت . لم أكن أستطيع التنفس
من شدة الخوف و الألم . و لكنى كنت بما بقى فى من قدرة هزيلة و صوت خافت
كأنه من بئر سحيق أقول " يا رب خلصنى ... يا رب نجنى " . و للحال .. سمعت
جلبة قوية .. كأرجل حصان يركض .. حتى إقترب منى و أنا فى حالتى هذه ..
فتحت عينى فى خوف فرأيت منظرا ً من نور . إنسان راكب جواد و ممسك بحربة فى
يده . وجهه جميل منير و منظره كله بهاء ، حتى حصانه كأنه منير .. ثم صار
صوت من راكب الفرس ، و إذ هو ينتهر الظلمة التى فى داخلى .. أن أخرج منها
.. فجاوبه بجفاء أن لا ، و حدثت مجادلة صعبة ، و أنا أسمع بخوف و فزع شديد
. فلما دام عناد الشبح الذى رب داخلى كظلمة .. بادره راكب الفرس بطعنة من
حربته بقوة فائقة ، فجاءت الطعنة فى صدرى و نفذت الحربة من ظهرى .. و فى
الحال إنقشعت الظلمة من نفسى تماما و حل بى نور و سلام و هدوء عجيب . افقت
فى لحظتها .. فلما فتحت عينى وجدت زوجى جالسا على السرير فى حالة من الخوف
و الهلع . قلت له " مالك جالس هكذا ؟ " قال " هل أنت بخير ؟" قلت له "
الحمد لله أنا بخير " . و جلست و قصصت عليه ما حدث لى تماما و أنا متأثرة
غاية التأثر ، فقال " هونى على نفسك و دعك من هذه التخاريف " . و حاولت
جاهدة أن أعرف ما الذى أيقظه أو ماذا رأى أو سمع فلم يجيبنى بكلمة .

و فى الصباح قمت فرحة سعيدة ، و عندما كنت أبدل ملابسى وجدت ملابسى
الداخلية ملطخة بالدم – و أخرجت ملابسها من كيس بيدها و إذا دائرة من
الأمام و من الخلف أثر الحربة التى طعنها هذا الفارس العجيب .

سألتها و قد اصابتنى دهشة غامرة " هل تعرفى البطل مارجرجس ؟ " قالت "
لا " قلت لها " تعالى ورائى " و ذهبت بها إلى حيث أيقونة الشهيد العظيم
مارجرجس ، فلما رأت الأيقونة هتفت بصوت صراخ " هو هو " فجلست أتكلم معها
عن سيرة أمير الشهداء .. و هى تصغى و قد أشرق وجهها متهللا ً . و قلت لها
" رغم عدم معرفتك بمارجرجس و كونك لم تدعيه أو تطلبيه للمعونة .. و لكنك
عندما طلبت إلى الله أن يخلصك فإن الله تبارك أسمه يستجيب فى الحال ،
فأرسل إليك أحد رجاله القديسين و هو قوى و سريع فى المعونة و قاهر
للشياطين . إن مارجرجس فارس شجاع ، و لما كان على الأرض كان حصانه مشهورا
ًيالأقدام ، فلما صار شهيدا ً للمسيح فى السماء أصبح حصانه المنير الذى
رأيته تعبيرا ً عن قوة الله ، أما الحربة التى يمسكها فهى ليست مادية بل
هى الصليب المقدس العلامة التى تخيف
الشياطين و تكسر شوكتهم " . ثم علمتها كيف ترشم الصليب المقدس و تتعلق به
و قد صارت هذه بداية عجيبة لقصة حياة أعجب ، إبتدأتها القديسة تريز بصداقة
بسيطة و أكملها البطل الشجاع أمير الشهداء بحربته القوية ،
صلواتهم تشملنا
و تحرسنا

تمجيد الشهيد العظيم مارجرجس الرومانى


IMG]



السلام لجاورجيوس ذو الاســم الاعظــــم - اختارك الرب ايسوس شـــاع ذكرك فى الاقـــاليـــم
السلام لجاورجيوس ذو الاســم الاعظــــم - اختارك الرب ايسوس شـــاع ذكرك فى الاقـــاليـــم

تقدمت ايها المختـــار الى دقلديانوس - وأخزيـــت كل الكفار بعلامة بستافروس

رآك دقلديانوس ع وجهك النعمة - جميلآ فى شخصك تضىء مثل النجمة

فقال لك يا مختـــار أنت من أى مكـان - أنا لى ثلاثة اعـوام ما رأيـــيت مثللك انسان فما حاجتك عندى حتى آتيــت الأن - تعال وأخبرنى أنت من أى مكــــــــان


بحق يسوع ربك اخبرنى يا انســـان عن ابيك وجــدك كان وزيــرآ أو سلطـــان


فقال لـه جاورجيوس أنا أبن انسطاسيوس - وأنا عبد لربى آيسوس بخريستوس


كبـــــادوكيا بلدنـــا نسبتنـــــا فى فليسطـــــــيـن وفيها مربــــــانا ومنها مقيميـــن

فقال له دقلديانوس تعال أعبد الاوثان وبخر يا محروس وانا اكتب للك فرمـان

فقال له جاورجيوس انا نسل الكـــــــرام كيف تأمرنى يا منجوس ان اعبد الاوثان
فأمر دقلديانوس بعذاااب القديس والاجناد عروه وضربوه بالدبابيس

سبع سنوات عدة يقاسى فى الاتعاب واحتمــل كل شـدة فى محبة رب الارباب
ثلاث ميتــــــــــات قد مات على اسمه القــدوس وحبـــآ فـــى رب القوات المحيــــى كل نفوس

وفى رابـــع موته مضـــى بالتهليل وآخــذ الشهـــــــــــادة ونــــل سبعة أكاليـــــــــل


ظفر بالنعمة من عند الرب القدوس ونال اكليـــل الشهـــــــــــادة باشويس ابؤرو جؤرجيوس
الســـــــــــــلام للك يا بطــــــــل يا قائد كل الفرســــــــان
يا مــــــــــن من أجللك خذى عبـــــــاد الاوثـــــــــان


الســــــــــــــلام للك يا قديس يا ابن أنسطاسيوس يا جسدآآآ نقيـــــــــآ يا عبد ايسوس بخرستوس




تفسير اسمك فى افواه كل المـــــــؤمنين الكل يقولون يـــــــــا أله مارجـــــــــــــــــــرجس أعنـــــــــا آجمعــــــــــين









كل سنة وانت طيب يا مارجرجس

وتفضل يا حبيــــــــــــبى طول الزمان منور حياتنا بمعجزاتك

الشهيد العظيم مارجرس الرومانى


"أجعلك أُمًَّةً عظيمةً وأُبارِكَكَ وأُعظِّم اسمَكَ، وتكون بركةً" (تك 12: 2)
نشأة القديس وحياته الأولى:
وُلِد القديس مار جرجس عام 236 م تقريبًا في بلدة كبادوكية وتقع في دولة تركيا حاليًا. فقد كان الأمير أنسطاسيوس والده حاكمًا لمدينة ملطية التي كانت تقع في شرق كبادوكية بآسيا الصغرى. ووالدته هى الأميرة ثيؤبستى ابنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد بفلسطين. وكان للقديس مار جرجس أختين تصغرانه هما كاسيا ومدرونه. وأما جده الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية وكانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ.
توفى أنسطاسيوس والد القديس مار جرجس عندما كان مار جرجس يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبًا ثم انتقلت أسرة القديس لتعيش في فلسطين وتزامن ذلك مع تعيين الأمير يسطس حاكمًا على فلسطين. وقد كان يسطس رجلاً مسيحيًا صالحًا فأقنع والدة القديس مار جرجس أن يربي جرجس ويلحقه بسلك الجندية. ومكث القديس مار جرجس مع يسطس مدة عشر سنوات تقريبًا أصبح خلالها يسطس بمثابة والد له. وقد وكَّل إليه قيادة خمسة آلاف جندي وأشركه معه في حكم فلسطين.
انتقال والدته والأمير يسطس:
ولما بلغ القديس مار جرجس من العمر عشرين عامًا رقدت والدته فحزن عليها كأم إلا أنه تعزى بتعزيات السماء لأن أمه كانت تقية وقديسة بعد ذلك أراد الأمير يسطس أن يكرم الأمير جرجس، فأعلن أمام كبار رجال دولته أنه سيزوجه من ابنته الوحيدة، وبدأ الأمير يعد لزواج ابنته، وأثناء ذلك انتقل يسطس الوالي إلى السماء فتغيرت الأمور وكان ذلك كله تدبر العناية الإلهية.
القديس يقابل الإمبراطور داديانوس:
ذهب القديس إلى مدينة صور في لبنان لمقابلة الإمبراطور داديانوس الفارسي ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا للأمير يسطس وذلك لأن بلاد الشام كانت تابعة للنفوذ الفارسي في ذلك الوقت.
وعندما ذهب مار جرجس إلى صور بصحبة ثلاثة من عبيده وأحدهم كان يدعى سقراطيس دُهِشَ حال وصوله عندما وجد أن معظم أهل المدينة والحكام يعبدون الأصنام ويبخرون لها تاركين عبادة الله الحقيقي يسوع المسيح. هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يجاهروا بمسيحيتهم خوفًا من استشهادهم.
رفع جرجس عينيه إلى السماء .. فنظر وإذ رئيس الملائكة الجليل ميخائيل يكلمه: " تشدد يا جرجس .. تشجع ولا تخف سأكون معك ستنال عذابات كثرة على اسم مسيحك الذي أحبك وفي النهاية تسافر إلى مدينة الأبكار في أورشليم السمائية ".
المنشور الملكي
أصدر الإمبراطور داديانوس منشورًا جاء فيه:
1- يجب هدم الكنائس وإزالتهما من الوجود.
2- يجب حرق جميع الكتب المقدسة التي للمسيحيين.
3- يُطرد فورًا جميع المسيحيين الموظفين بالدولة.
4- حرمان العبيد من الحرية إن ظلوا مسيحيين.
5- يجب على الجميع تقديم الذبائح والبخور للآلهة ومعاقبة كل من يخالف أوامر الإمبراطورية ويعرض نفسه لأشد أنواع العقاب والعذاب حتى الموت.
وبالفعل فور صدور هذا المنشور، سرت موجة من الاضطهادات في كل ربوع الإمبراطورية. وأمام هذه الاضطهادات وإعادة بناء هياكل للأوثان وسجن رؤساء الكنائس استشهد الكثيرين.
" مَن سيفصلنا عن محبَّةِ المسيح؟ أشِدَّةٌ أم ضيقٌ أم اضطهادٌ.. "
(رو 35:8)
شجاعة وجراءة وعزم:
سعى القديس جرجس إلى الجهاد وإعلان مجد الله في داخله وأنه
لا شيء في الدنيا يستطيع أن يفصله عن محبة المسيح. ولما رأى الأمير جرجس المنشور الذي يعلن اضطهاد المسيحيين، تقدم وأمسك به ومزقه أمام الجميع واندفع بشجاعة نادرة إلى قصر الإمبراطور ودخل على مجلس الحكم ووقف أمامهم وسط جميع الحاضرين وصرخ بصوتٍ عال قائلاً: " أيها السادة إلى متى تصبون غضبكم على المسيحيين الأبرياء، إنهم مخلصون ولا يعملون شيئًا رديًا.. لماذا تجبروهم على عبادة أصنام حجرية لا تحس ولا تشعر ولا تسمع ولا تتكلم..كيف يترك المسيحيون الإله الحي القدوس الذي به نوجد ونحيا ونتحرك ويعبدون الأصنام التي بها شياطين.. عندئذ انتبه الإمبراطور داديانوس وقال للقديس: مَن أنت؟ وكيف دخلت إلى هذا المكان؟ وكيف تتحدى أوامري أنا الإمبراطور؟
أجاب القديس هدوء الملائكة قائلاً: "اسمي بالإيمان عبد يسوع المسيح ولكن بحسب الميلاد الأمير جرجس بن أنسطاسيوس الوالي.. ودخلت إلى هنا لأشهد لإلهي يسوع المسيح الذي وُلِدَ من العذراء مريم وصُلِبَ من أجل خلاصي ومات وقام من بين الأموات، وهو حي إلى أبد الآبدين، وسيأتي ليدين الأحياء والأموات ".
قاطعه الإمبراطور في محاولة التلطيف معه لكي يثنيه عن شجاعته لعله يقدم البخور للإله أبللون، ولكنه بعد محاولات ووعود صاح القديس: "أنا نصراني ابن نصراني وليس مِن جنس مَن يعبدون الأصنام "، وهنا غضب الإمبراطور لما ممع كلام جرجس وأمر بتعذيبه وأن يودعوه في السجن.
"اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 14)
عفة القديس وطهارته:
وُضِعَ مار جرجس في السجن وبدأ الإمبراطور يستدرجه عن طريق إغرائه ومحاربته في عفته وطهارته، فأرسل إحدى فتيات القصر الجميلات إلى القديس في السجن ومكثت معه ليلة كاملة لعلَّها تستطيع أن تغريه وتسقطه معها، ولكن القديس عرف كيف يحول السجن إلى هيكل طاهر ترفع فيه الصلوات والتسابيح ليس فقط لأجل نفسه ولكن لأجل خلاص نفس هذه المرأة المسكينة " طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها ".
لم يأتِ الصباح حتى تقدمت هذه الفتاة إليه بدموع تطلب منه أن يعرفها سر حياة الطهارة والقداسة التي تلامست معها في حياته، فأخذ يبشرها بيسوع المسيح ينبوع الطهارة. وقالت له: " أنا أتيت لك بسحر خلاعتي وأنت جذبتني إليك بسحر طهارتك ".
لما أقبل رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذها إلى الوالي إذ بهم يجدون الفتاة الخليعة وقد اكتست بالحشمة وتعلن ندمها وايمانها بالسيد المسيح. فلما ممع الإمبراطور أصدر أمره بقطع رأسها في الحال. وهكذا نالت إكليل الشهادة.
مار جرجس أقوى من السحر:
أرسل الإمبراطور كتابًا إلى أنحاء الإمبراطورية يطلب فيه من كل ساحر باستطاعته أن يُبطِل سحر هذا المسيحي يحضر إليه، وله مكافأة عظيمة إذا
نجح في مهمته. فتقدم إليه رجل ساحر اممه أثناسيوس وقال للملك: " أيها الملك عش إلى الأبد، ليس هناك شيء لا أستطيع أن أفعله مهما أمرت "، فابتهج الملك جدًا بالساحر أثناسيوس. وطلب الإمبراطور بإحضار جرجس أمامه، فقال داديانوس للقديس ساخرًا له: "اعلم يا جرجس أن سحرك الذي أنقذك من قبل سوف يبطله أثناسيوس ".
فنظر القديس إلى الساحر وقال له: "يا أخي أسرع واصنع بي كيفما شئت، لأني أرى نعمة الإيمان قريبة منك". وعلى الفور وضع أثناسيوس مجموعة من العقاقير السامة القاتلة في كأس من الماء، وقرأ عليها أسماء شياطين وأعطاه للقديس ليشرب، فرسم القديس الكأس بعلامة الصليب وشرب الكأس فلم يضره شيء. فلما انتظر أثناسيوس الساحر ولم يحدث ضرر، أمر أن يُقيد القديس من يديه حتى لا يرشم علامة الصليب على الكأس. وأخذ الكأس مرة ثانية واستحضر عليه أسماء شياطين أشر من الأولى وأعطاه للقديس لكي يشربه. فرشم علامة الصليب برأسه على الكأس وهو يردد قول السيد المسيح: "وان شربوا شيئًا ميتًا لا يَضُرُّهُم" (مر 16: 18)، وشرب الكأس عن آخرها ولم يضره شيء، فما كان من أثناسيوس الساحر إلا أنه سجد أمام القديس بدموع قائلاً: "أيها القديس العظيم حبيب الإله الحقيقي اصنع رحمة وصلِّي لأجلي حتى يترأف الله علىَّ ويرحمني ويقبلني في ملكوته، فإنه ليس هناك إله حقيقي سواه قادر أن ينقذ عبيده مثله، لأن نقطة واحدة من كأس السم الذي شربته كافية أن تقتل فيلاً في الحال ".
غضب داديانوس جدًا وأمر جنوده أن يقطعوا رأس الساحر في الحال، فأخذوه إلى ساحة الاستشهاد وهناك قطعوا رأسه بحد السيف، ونال أثناسيوس الساحر إكليل الشهادة في اليوم السابع من شهر طوبه.
"جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السَّعي، حفظت الإيمان" (2 تي 7:4)
رحلة عذابات القديس:
الشهيد مار جرجس ضرب أقوى الأمثلة في احتمال صنوف العذابات، وقد لا تكون هناك وسيلة تعذيب إلا واحتملها، استخدموا معه كل الآلات وكل الوسائل حتى حار أمرهم في شخصه المبارك. وقد أعجبت الملكة الكسندره زوجة الإمبراطور داديانوس حينما التقى معها في القصر وسألته عن سر شجاعته وطهارته، وتطرق الحديث عن رب المجد يسوع المسيح مخلصًا وفاديًا وكانت نهاية الحديث إعلان إيمانها بالمسيح.
هذه كانت الصدمة الكبرى التي صعقت داديانوس، واسود الكون كله
في عينه.. ثم نادى حراسه في سرعة وأمرهم بأن يشدوا الكسندره من شعرها ويعلقوها في ساحة قصره ثم يوسعوها ضربًا بالعصي، وأخيرًا أمر بقطع رأسها وهي متهللة بالروح وتقول: "يارب لقد تركت باب قصري مفتوحا على مصراعيه فلا تغلق باب فردوسك في وجهي، يا مَن قبلت توبة اللص اليمين". ثم قطعوا رأسها وفاضت روحها لتنعم إلى الأبد مع نحلصها وكان ذلك في يوم 15 برموده.
عندما بلغ الإمبراطور خبر موت زوجته ضاق صدره من جهة القديس وأمر بتعذيبه بشتى أنواع العذابات.
عذابات القديس
سبع سنوات متصلة هى المدة التي قضاها القديس في تحمل شتى أنواع العذابات بحيل وألاعيب وإغراءات مختلفة قام بها الملك داديانوس الفارسي الوثني ومعه حشد من الحكام والولاة عددهم تسعة وستين كانوا يسيطرون على المدن والبلاد التي كانت تحت حكم وسيطرة الفرس بعد انتصارهم على الرومان ومنها بلاد الشام وفلسطين.
بعض العذابات التي احتملها البطل خلال سبع سنوات متواصلة:
1- وضع حذاء المسامير في رجليه.
2- تعذيبه بالشفرات الحادة لتقطع جسمه.
3- سمروه على لوح خشب ودحرجوا على بطنه قاعدة عامود.
4- ضربوه مائة سوط على بطنه ومسحوا جراحاته بجير حي،
وصبُّوا على جسده كبريت مذاب في خل عتيق. ثم ألقوه في السجن فظهر له الرب يسوع وقال: "انهض قائمًا يا حبيبي جرجس لأني أكون معك لكي تخزي هؤلاء الأشرار المنافقين والآن يا حبيبي كما لم يقم مَن النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان، كذلك لم يقم من الشهداء مَن يشبهك ولا يكون لك نظير فيهم إلى الأبد، وسوف تظل سبع سنوات في العذاب وتموت ثلاث ميتات وأنا أقيمك، وفي المرة الرابعة سوف آتي إليك مع طغمات السمائيين وآخذك.. الآن تقوى وأثبت ولا تتزعزع لأني أكون معك".
5- سُمِّر على سرير نحاسي وصبُّوا الرصاص الساخن في فمه.
6- وُضِعَ على عجلة كبيرة فيها مناجل وسيوف حادة (الهنبازين) وأداروها فانسحقت عظامه وتهرأ لحمه وأسلم الروح للمرة الأولى، وأقامه الرب يسوع من الموت.
7- نُشر بمنشار إلى نصفين وأسلم الروح للمرة الثانية، وأقامه
الرب يسوع من الموت.
8- عصروه في معصرة وجعلوا مشاعل النار على جنبيه، وسلم الروح للمرة الثالثة، وأقامه الرب يسوع من الموت.
9- في يوم 23 برموده الموافق أول مايو سنة 263 م قُطعت رأس الشهيد العظيم مار جرجس، وأخذ السيد المسيح نفسه الطاهرة وسط تهليل الملائكة.
أخذ خادمه سقراطيس جسده الطاهر ولفه في أكفان غالية فاخرة ومضى به إلى مدينة اللد بفلسطين.
بُنيت على اسمه كنيسة عظيمة بمدينة اللد بفلسطين، كُرِّست في 7 هاتور (16 نوفمبر)، وأجرى الرب فيها آيات وعجائب كثيرة.
ألقاب مار جرجس:
1- الروماني: لأنه كان يتمتع بالحقوق الرومانية.
2- الكبادوكي: حسب مقر ميلاده بإقليم كبادوك (تركيا حاليًا)
3- الملطي: نسبة إلى موطن أبائه وأجداده في مليطه.
4- الفلسطيني: نسبة إلى موطن والدته من اللد فلسطين.
5- الخضر: لوجود كنيسة على اسمه في بلدة صهوة الحضر في الشام.
6- سريع الندهة: تعبير شعبي متداول عنه لسرعة تلبيته للشفاعات.
7- أمير الشهداء: استحق هذا اللقب عن جدارة حيث أنه نال الكثير من العذابات 7 سنوات متواصلة ومات ثلاث ميتات.
كلمة جرجس تعني "فلاح".
أعياد مار جرجس:
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأمير الشهداء مار جرجس الروماني بعدة تذكارات في كل عام:
• عيد استشهاده في 23 برموده الموافق أول مايو.
• تكريس أول كنيسة باسمه في اللد بفلسطين في 7 هاتور الموافق 16 نوفمبر.
• تكريس أول كنيسة بِاسمه في مصر ببلدة حصة برما بطنطا بمحافظة الغربية في 3 بؤونه الموافق 10 يونيه عام 316 م.
• نقل رفاته إلى ديره بمصر القديمة 16 أبيب الموافق 23 يوليه.
الملك الذي قام بتعذيب القديس مار جرجس الروماني
انقسم الباحثون إلى فريقين وذلك فيما توصلوا إليه من رأي عما إذا كان مار جرجس الروماني قد عُذِّب وأُخذت رأسه في عصر داديانوس الملك الفارسي الكافر أو في عصر دقلديانوس الملك الروماني الجاحد للإيمان.
نرى أن السبب الرئيسي في اختلاف رأي الفريقين هو الخلط بين الشهيدين مارجرجس الروماني والإسكندري حتى أن بعض الموسوعات الأجنبية قد ورد بها ذِكر للشهيد مارجرجس وأنه قد تم اضطهاده وقتله بالسيف في عهد دقلديانوس الملك. ولم تذكر هذه المصادر إن كان هذا هو مارجرجس الروماني أم الإسكندري؟ واعتبر الجميع بناء على ذلك أن هذا هو مارجرجس الروماني. ولم يتساءل أصحاب هذا الرأي- ما تاريخ استشهاد مارجرجس الإسكندري والذي كان في عصر دقلديانوس؟ فكيف يمكن لدقلديانوس أن يقتل في عصره كل من مارجرجس الروماني والإسكندري خلال عامين فقط. وذلك لأن دقلديانوس ظل عامين فقط في الحكم بعد إعلانه اضطهاد الدين المسيحى والمسيحيين بوجه عام. فقد بدأ حكم دقلديانوس حوالي عام 282 م، وكان مسالمًا للمسيحيين مدة عشرين عامًا وبدأ في اضطهادهم في عام 303 م. هذا بالإضافة إلى أن مدة حكم واضطهاد دقلديانوس قد انتهى عام 305 م.
يؤكد التاريخ والمخطوطات أيضًا أن القديس العظيم مارجرجس الإسكندري كان يُضطهد ويُعذَّب وينكل به أثناء عصر الملك دقلديانوس
وقد أخذت رأسه بالسيف في 7 هاتور 16 نوفمبر عام 303 م. وهو نفس التاريخ لذكرى بناء أول كنيسة لمارجرجس الروماني في مدينة اللد بفلسطين على اسمه ولكن قبل ذلك بعشرات السنوات. بالبحث في التاريخ لمعرفة الفترة الزمنية التي كان يعيش فيها القديس مارجرجس الروماني الكبادوكي الملطي ثبت أنه ليس من المنطقي أن يكون تاريخ استشهاد مارجرجس الروماني في نفس العام الذي استشهد فيه مارجرجس الإسكندري لأن التاريخ يذكر أن والد مارجرجس الإسكندري قد ذهب في زيارة عمل إلى مدينة اللد بفلسطين وتشفع بأمير الشهداء مارجرجس الروماني وبالفعل عندما رجع إلى بلدته (وكان يخر مسيحيًا في ذلك الوقت) تعمد هو وزوجته وأنجبا طفلاً أسمياه جرجس تيمنًا بأمير الشهداء.
يسجل التاريخ أيضًا أن منشور دقلديانوس لاضطهاد المسيحيين قد صدر
في 23 فبراير 303 م، واستمر الاضطهاد لمدة عامين فقط خلال مدة ونهاية حُكمِهِ فكيف يمكن أن يكون عذاب القديس مارجرجس الروماني دام سبع سنوات مستمرة تحت يد دقلديانوس إذا كان دقلديانوس نفسه قد أصيب العمى والجنون وتنازل عن عرشه عام 305 م لصهره ووكيله جاليروس. هذا بالإضافة إلى أن التاريخ يذكر أن الملك دقلديانوس كان قد أرسل أحد الأمراء- أوهيوس- ليهدم ضيعة الشهيد مارجرجس الروماني الموجودة في اللد بفلسطين وذلك لعلمه أنه مازال هناك معجزات وآيات تحدث بواسطة الذي كان يعذب في زمن سابق له بواسطة ملك الفرس داديانوس والذي كان يملك على مدينة صور في ذلك الوقت.
تذكار استشهاده (23 برموده- ا مايو)
تكريس أول كنيسة على اسمه بمدينة اللد بفلسطين (7 هاتور- نوفمبر)